الشريعة الإسلامية شريعة شمولية تدخل في كل جزء في حياة المسلم , وتنظم حياته سواء في تعامله مع كل المخلوقات
وسواء كانت تلك المخلوقات بشر مثله أو كائنات حية أخرى
ووضعت أحكام منها ما له حكمه واضحه ومنها ما له حكمة مستتره الله الأعلم بها , لكن الأصل في المسلم هو الرضا بأوامر الله عز وجل ويعلم انها دائما الأفضل
في الآونة الأخيرة بدأت تنتشر ثقافة امتلاك كلب تقليداً للغرب والذي يعتبر هذا الأمر عظيم عندهم , حتى معاملة الكلاب عندهم تكاد تكون تعامل أفضل من البشر
لكن للشريعة الإسلامية عدة أحكام في هذا الأمر
النجاسة
ما المترتب على النجاسه ؟
منع الملائكة
وجود الكلاب في المنزل تمنع دخول الملائكة له , في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ)
بعض الناس يختلط عليه الفهم بأن هناك بيوت فيها كلاب ومع ذلك يدخل ملك الموت لقبض روح الميت فلو الكلب يمنع الملائكة اذا لماذا لم يمنع ملك الموت ؟
هناك ملائكة مكلفة لديها وظيفة محدده مثل الملائكة التي تكتب الأعمال او ملك الموت , هذه الملائكة التي لديها مهمة مكلفة بها لا يمنعها شئ ستنفذ أمر الله ولا يستطيع الإنس ولا الجن ولا أى شئ أن يوقفها عن مهمتها
لكن هناك ملائكة طوافة تلك الملائكة تطوف على الناس تنظر في حال المؤمنين تشاهد العابدين وتثني عليهم عند الله وتذكرهم وهو خير كبير يحرم منه من يمتلك كلب في بيته فتلك الملائكة لا تدخله
امتلاك الكلاب
أكثر حكم الناس مهتمه به وهو أن تمتلك كلباً في الصحيحين قال النبى صلى الله عليه وسلم ( مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ.)
فإمتلاك الكلب ينقص من عمل أجر الإنسان قيراطان والله أعلم بقدرهم ولكن قول النبى فيه تعظيم لما يخسره الإنسان من فضل بسبب امتلاك كلب وهو ما يجعل الامر كبير وليس بالهين
سيأتي من يقول لكن هناك خلاف في نجاسة الكلب !!!
لا علاقة لنجاسة الكلب بالإمتلاك هذا أمر وهذا أمر مختلف تماماً , ففي نفس الحديث النبى أباح امتلاك الكلب لوظائف معينه ككلب الصيد أو كلب الماشية وفي رواية كلب الحرث
فسواء الكلب نجس او غير نجس يحرم اقتناءه , وسواء نجس او غير نجس يجوز اقتناءه لتلك الوظائف النجاسة لا تأثير لها في الحكم
أيضاً هناك من سيقول ان كان الكلب نجساً لماذا نأكل ما يمسكه كصيد
نفس الرد لا علاقة لنجاسة الكلب بحكم امتلاكه والنجاسة هي أمر معنوي وليس أمر مادي فمن أباح صيد الكلاب هو من منع امتلاكها لأمر آخر , وحتى مع هذا ذهب كثير من أهل العلم بضرورة غسل الصيد الذي امسكه كلب الصيد بنفس الطريقة الواردة في السنة
سيقول لن أجعل الكلب في بيتي سأضعه في الحديقة !!!
نفس الأمر كما أن النجاسة لا علاقة لها بإمتلاك الكلب , مكان الإحتفاظ بالكلب لا علاقة له بالأمر أيضاً
فمن امتلك كلباً ووضعه في الحديقة او في بيت آخر سيظل يفقد الأجر واضافة الى ذلك الملائكة لن تدخل هذا المكان فهو وقع عليه أمرين وليس أمر واحد
في حين من امتلك كلباً لسبب من الأسباب المباحة حتى لو كان الكلب في بيته لن يمنع الملائكة لان سبب امتلاكه مباح
خداع النفس
هناك من يخدع نفسه فيكون لديه ماشية لكن تلك الماشية يتم رعايتها بالتقنيات الحديثة فيأتي بكلب لا حاجه منهم ويحتفظ به ويلعب معه بحجة أن الامر مباح ؟ اباحة الأمر هو لعلة الإباحة أن يكون كلب صيد أو كلب ماشية أى ان هذه وظيفة يقوم بها ونحن في حاجة إليها
لكن ان لم نكن محتاجين له فيسقط سبب الإمتلاك , فالكلاب ليست للعب أو المرح هناك وظيفة لها وتدرب وتعد من أجلها
أحكام شرعية أخرى
القياس
هناك بعض العلماء يقيس على الأحاديث فيجيز استخدام الكلاب للحراسة قياسا على كلب الحقل لحماية الحقل والكلاب البوليسية
فيأخذ الناس الفتوى ويقول الكلب يحمي بيتي , أيضاً هذا خداع للنفس لأن معظم الأماكن التي نعيش فيها أماكن منارة ليلاً البيوت متقاربة هناك شرطة البيوت لها أبواب يتم اغلاقها فلا ينفع القياس بتلك الطريقة
وهذا ما قاله هؤلاء العلماء أن يكون مكان بالفعل بحاجه لذلك ثبتت فعالية الكلب مكان مهجور متباعد عن العمران
الشراء والبيع
تربية الكلاب من أجل بيعها حرام شرعاً في الصحيحين النبى صلى الله عليه وسلم ( نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ)
قصة أهل الكهف
يستخدم البعض قصة أهل الكهف وكونهم امتلكوا كلباً فيقولون ان الله عز وجل ذكر الكلب وكان ضمن معجزة أهل الكهف
أولا شريعة من سبقونا ليست بشريعة لنا ان كانت تخالف نصاً في شريعتنا
ثانياً نحن لا نعرف ما سبب اقتناءهم الكلب ربما كان أساساً امتلاكهم الكلب لسبب من الأسباب المباحة انه كلب ماشية أو صيد
فالإستدلال بالقصة هو استدلال فاسد من الناحيتين
الرحمة بالحيوان
الرحمة بالحيوانات هي أمر أصيل في شرعنا وكما ورد في الحديث دخول بغي الجنة في كلب سقته , ودخول امرأه النار في هرة حبستها
لكن الرحمة لا تقتضي الإمتلاك أو التربية أو اللعب , ان كان هناك كلباً جائعاً اطعمه لكن لا تحتفظ به