ما يروى من قصص وما يتداول من معلومات حول يأجوج ومأجوج كثير منه ليس بحقيقة ولم يثبت بالكتاب والسنة , لكن الناس استقر عندها ويظنون أن هذه هي حقيقته
هل هم كائنات متوحشة ؟
يأجوج ومأجوج ليسوا بكائنات متوحشة أو مخلوقات غريبه هم بشر عاديين لكن غلب على طبعهم الفساد في الأرض فهم كفار معتدين لا يتبعون أوامر الله وأحكامة فيستحلون النهب والسلب والقتل
قال الله في سورة الكهف آية 94
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا )
فلم يرد لا في القرآن ولا في السنة أى شئ على أنهم جنس مختلف هم من بني آدم
أين مكانهم؟
هنا سيكون السؤال الأكثر تكراراً أين مكان يأجوج ومأجوج وأين سدهم ؟
هناك عدة قواعد يجب أن نضعها
أولا الله قادر على كل شئ
فالله عز وجل قادر أن حتى يجعلهم بيننا ومخفيين عن أعيننا كما يحدث مع الجن فلا يجب أن يكون هناك تساؤل عن قدرة الله في إخفاءهم او تأخيرهم لموعد خروجهم
ثانياً لم نكتشف الأرض
بعض الناس يظن أن البشر اكتشفوا كل بقاع الأرض وهذا خطأ فعلياً هناك تضارب بين علماء الإختصاص في قدر ما تم اكتشافه من الأرض بعضهم يقول أنه تم اكتشاف ربع الأرض 25% ومنهم من تصل به النسبة الى 67% لكن الكل مجمع أننا لم نكتشف الأرض حتى الصحراء بمفردها لم نكتش الكثير من خباياها وبسبب تضارب هذه النسب ان لم تكن تعرف ما هو متبقي كيف تعرف ما قد اكتشفته فقد يكون ما تم اكتشافه أقل بكثير من النسب المذكورة تلك أصلاً يعني ربما ما اكتشفناه أقل من 25% من الأرض
ثالثاً بعض ما أتى في وصفهم
ورد أنهم أقوام سيخرجون في آخر الزمان في وقت قيام الساعة وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ، اللَّهُ.)
هذا يعني أنهم سيخرجون في وقت لا يذكر فيه الله وهذا من أدلة أنهم اقوام ملاحدة لا يؤمنون بالله
كذلك مسألة انهيار السد ليست معناه أنهم وراء السد ولكن سيتزامن انهيار السد مع خروجهم فهذه مسألة تزامن انهم لن يخرجوا الخروج الكبير إلا في تزامن انهيار السد وليس معناه انهم سيظلوا خلف السد كل تلك الفترة
وقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري عن أم المؤمنين زينب رضى الله عنها
( اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ.)
وقول زينب رضى الله عنها في الحديث أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ هذا مما استدل به أن هذا سيكون هلاك صغير سيحدث قبل الإنتشار الكبير لهم في آخر الزمان ,و ذلك لان في خروجهم في آخر الزمان لن يكون هناك الصالحون وسط الناس
ولهذا قال بعض علماء المسلمون أن هذا الهلاك حصل سنة 656 هـ عندما هاجم التتار المغول العرب وشاعوا في الأرض الفساد وقتلوا الكثير منهم
قال الإمام القرطبي في تلك الأحداث كانهم يأجوج ومأجوج أو مقدمتهم
في صحيح بن ماجة روى بإسناد حسن أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
( لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتلوا قَومًا صغارَ الأعْينِ ، عِراضَ الوجوهِ ، كأنَّ أعينَهُم حَدَقُ الجَرادِ ، كأنَّ وجوهَهُمُ المَجانُّ المُطرَقةُ ، ينتعِلونَ الشَّعرَ ، ويتَّخذونَ الدَّرقَ ، يربطونَ خَيلَهُم بالنَّخلِ)
وهذا من صفات أهل شرق آسيا الصين وغيرها وكلنا نعرف أنهم أكبر الأمم الملحده وصفاتهم الشكلية مطابقة لهذا الوصف , وكذلك نعرف انهم متوحشون في مسألة الأكل فهم يأكلون كل شئ
المجمل مكان ياجوج ومأجوج الله أعلم به نعرف بعض صفاتهم ونعرف ما يمكن ان نستنبطه من الأدلة عنهم
لكن في النهاية هم علامة من علامات الساعة يؤخرها ربي الى ميقاتها
وقانا الله واياكم شرهم