قد تكون مررت على فديو على اليوتيوب تحت عنوان المرض المضحك أو شخص لديه مرض ظريف أو عناوين من هذا القبيل , ثم تدخل الفديو تجد شخص يسب أو ينبح أو يقوم بأصوات حيوانات , وأمور تبدو للبعض انها مضحكه
لكن الحقيقه هذا مرض وما يحدث لتلك الناس وان كان ظاهره الضحك لكنه محزن للغاية
هذا المرض يسمى بمتلازمة توريت (Turret Syndrome) وسمى بهذا الإسم نسبة الى مكتشفه الطبيب السويسري Georges Gilles de la Tourette
هذا المرض هو مرض عصبي ويظهر في سن مبكر غالباً قبل بلوغ سن الثامنة عشر , يجعل المصاب به يلازمه حركات وأفعال تلقائية يصعب عليه التحكم بها , ما بين أصوات حيوانات كالنباح والمواء الى طقطقات بالفم او فرقعة الأصابع الرمش الكثير تحريك الجسم بشكل مفاجئ المشئ للخلف الأمور لا تنتهي وأشهرها هو السب والشتم , نعم بعض المصابين بالمرض يسبون ويشتمون لا إرادياً , في وسط محادثة عادية تجده فجأه بدأ بسبك وشتمك لكن هو يصعب عليه التحكم في هذه الأمور
تختلف ردات أفعال المصابين بذلك المرض بحسب البيئة التي ينشأون بها , فهم يكونون تلك الأفعال بحسب الإطار البيئي المحيط , لذلك من يسبون ويشتمون عادة يكون هناك من يسب ويشتم حولهم كثيراً حتى يلازمهم هذا الفعل
تلك الأفعال كما تم التوضيح غير ارادية , لكن بعضهم يبذل جهد كبير ليغير من أفعاله هو لا يستطيع أن يوقفها لكن يحاول بعضهم تغييرها يعني ان كان مثلاً ينبح يحاول أن يغير الحركة لفعل آخر لكن تظل لديه حركة او صوت لكنه يسعى بقوة لتغييره لشئ أقل لفتاً للإنتباه , نفس الشئ من يسبون بضعهم يحاول بقوة أن يتوقف عن السباب وتحويله ربما لصوت ربما يكون مزعج أو غريب لكنه يكون أخف ضرراً من السب والشتم
وهؤلاء أكثر من يعاني لأنهم يحاولون بصعوبه عدم فعل هذه الأمور أو تغييرها في حين هناك منهم من لا يحاول وربما يكون هذا سببه تشجيع ممن حوله انهم يضحكون كثيراً على سبه أو الشتائم فيرى بما انها أمر مضحك لا أريد ان أبذل مجهود في محاولة تغييرها
هذا التغيير عادة يكون في الأفعال اللفيظة التي تكون عبارة عن أصوات وكلمات لكن التشنجات الجسدية هو أمر يصعب جداً التعامل معه
التشخيص
تتشابه أعراض المتلازمة مع أمراض أخرى خصوصاً ان كانت ظاهره في صورة تشنجات فقط لذلك يجب تشخيصها عبر تحليل الدم وأشعة الرنين
ليس مضحكاً
من التناول الإعلامي لهذا المرض نجد الكثير يعتبره مضحك لكنه أمر محزن وصعب يمر به هؤلاء , فهم في كل مرة يحتاجون تبرير مرضهم لمن أمامهم ان شتموا شخص رغماً عنهم يحتاجون توضيح ذلك وإلا سيقعون في مشكلة , أو يعتدى عليهم ظنا أنهم يتعمدون ذلك
كذلك يمرون بتنمر شديد خصوصاً في المدارس حيث انهم يتعاملون مع صغار لا يقدرون الأمر ويجعل الضحك والسخرية منهم كثير وهو ما قد يصيب بعضهم بالإكتئاب
هناك من يحاول عمل معسكرات للمصابين بهذا المرض , لكن غالباً ما ينتهي الأمر بمشاكل أكبر حيث أن حركات من أمامهم قد تفعل ردات فعل أشد بالتالي ان كان من أمامهم مصاب بنفس المرض وله ردات فعل يجعل الأمر يزداد وربما ينتهي بتشنجات شديدة لأحدهم , لذلك ليس من الصحيح أن يتم تواجد المصابين بهذا المرض كثيراً حول بعضهم البعض خصوصاً إن كانوا صغاراً قد يحتاج الأمر إشراف
الثقافة العامة
من المهم أن تزداد الثقافة العامة في المجتمعات التي بها أشخاص كثر مصابين بهذا المرض حتى يستطيعوا التعامل معهم , لكن للأسف الإنترنت كما أنه يساهم في التوعية قد يزيد الطين بلة بأشخاص لديهم جهل يبدأوا بنشر مقاطع ويعتبرون الأمر مضحك أو مدعاة للسخرية , لذلك مهم جداً ان يثقف الناس أنفسهم ويفهموا أبعاد الأمراض النادرة تلك بحيث لا يؤذون شخص دون أن يدروا بذلك